الخميس، 18 أبريل 2013

اهمية المحافظة على الممتلكات العامة

ملخص البحث:
 
تهدف الدراسة إلى معرفة بعض مظاهر الاعتداء على المال العام, والأسباب التي تؤدي إلى ذلك, ثم تحديد دور التربية في المحافظة على المال العام. فالدراسة معنية بتوضيح المفاهيم والاتجاهات والأساليب التي يمكن أن يتبعها المربون للمحافظة على المال العام، ولتحقيق هذه الأهداف استُخدم المنهج الوصفي التحليلي.
 
والمال في الاصطلاح:
 
كل ما له قيمة, ويمكن حيازته والانتفاع به، وهو في الاصطلاح ما يتوافر فيه ثلاثة شروط، هي: أن يكون له قيمة, وأن يكون حيازة ذلك الشيء ممكنة, وأن يكون مما يُنتفع به. والمال العام هو ما تعود ملكيته إلى الأمة.
حددت الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة المال، ثم صنف من تعلق بهم المال في إحدى الفئات التالية: مؤمن, وكافر, وعام؛ أي لم يحدده النص، أما فيما يتعلق بالاتجاه نحو المال كما جاء في تلك الآيات, فقد صنف في إحدى الفئات التالية: اتجاه إيجابي, واتجاه سلبي, وسكوت عن الاتجاه؛ أي أن المال لم يُمدح، ولم يُذم.
 
لقد أثبتت نتائج الدراسات التي أجريت في عدد من الدول الغربية أن من بين العوامل المؤدية إلى الاعتذار: ضعف سيطرة الأسرة على أفرادها, وإضفاء صفة البطولة على بعض تصرفات المجرمين, وتعاطي المخدرات, وفقد بعض الطلاب الطموح للوصول إلى مستوى تحصيلي مناسب, وأوضحت الدراسة أهمية اكتساب الطلاب بعض المفاهيم الأساسية, مثل: المال العام, والاستخلاف والتسخير, والجزاء, والدولة, والعبادة.
ومراقبة النفس ومحاسبتها أهم قيمة ينبغي غرسها في النفوس، ولا بد أن يستشعر الفرد أن الله سبحانه وتعالى يراقبه في كل تصرف يقوم به. وهذا لا يتحقق إلا بتنوع أساليب التعليم والتعلم. وأبرزت الدراسة أهمية القدرة في تنمية قيمة المحافظة على المال العام.
 
 
مقدمة
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه, وهيأ له الأسباب التي تساعده على حمل الأمانة التي كلف بها، وكل إنسان يعيش في بيئة اجتماعية, وتحيط به بيئة طبيعية مسخرة له. قال سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي اْلأَرْضَ} [لقمان:20]. فهذه الآية الكريمة تبين أن كل ما في السماوات من شمس, وقمر, ونجوم, وكل ما في الأرض من معادن, وبحار, وأنهار, وثمار, هي لمنفعة الإنسان [1, ج1, ص159].
والإنسان لديه ميل فطري لامتلاك بعض ما يوجد في بيئته؛ فكل فرد من أفراد أي مجتمع من المجتمعات يميل لامتلاك بيت خاص به, ويجب أن يكون لديه مال ينفق منه على نفسه؛ لكنه في الوقت ذاته يشارك غيره استخدام أشياء أخرى لا تخضع للملكية الفردية, مثل الأنهار, وشواطئ البحار, والطرقات العامة. وقد يحسن المرء استخدام ماله الخاص, وما يشترك فيه من مال مع الآخرين, كما أنه قد يستخدمه بصورة سيئة. وهذا يعتمد على عوامل عدة، يأتي في مقدمتها نوعية التربية التي يتلقاها الفرد، فبعض السفهاء يبذرون أموالهم, ولا ينتفعون بها، ووصف القرآن الكريم المبذرين بأنهم إخوان الشياطين.
وهناك عدد أكبر من هؤلاء يقومون بالاعتداء على الممتلكات العامة التي يشترك المجتمع في الانتفاع بها، وظاهرة الاعتداء على الممتلكات العامة أو سوء استخدامها تنتشر في المجتمعات بدرجات متفاوتة، ولا يكاد يخلو منها مجتمع واحد، والاعتداء أو سوء الاستخدام قد يقع من أفراد ينتمون لفئات عمرية مختلفة؛ أي قد يقترفه الصغار والكبار، ويترتب على هذا الاعتداء خسارة كبيرة لأفراد المجتمع جميعاً.
لقد عُني المسلمون بتنظيم موارد الدولة منذ صدر الإسلام؛ وتجلى حرصهم في ظهور المؤلفات التي تبحث في هذا المجال, ومن هذه المؤلفات: كتاب الخراج لآبى يوسف القاضي المتوفى عام 182هـ / 798م, وكتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي المتوفى عام 203هـ / 818م, وكتاب الأموال لأبى عبيد القاسم بن سلام المتوفى عام 224هـ / 838م.
كما أن الدول المعاصرة تحرص على ضبط مواردها كي تنفق منها على المشاريع التنموية؛ ولهذا ازدادت أهمية التخطيط، وبخاصة في مجال الواردات والمصروفات، كما قامت الدول بسن تشريعات للمحافظة على وارداتها، وللمحافظة على ممتلكاتها.
ومع أن المحافظة على المال العام من القضايا المهمة التي تهم التربية, إلا أن الدراسات التي تبحث في هذا الموضوع في البلاد العربية شديدة الندرة، وبالرجوع إلى قاعدة البيانات التربوية ERIC اتضح أن مئات الدراسات أجريت في الغرب في السنوات الخمس الأخيرة؛ بينما لم أحصل بعد الاستعانة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية - وهو مركز متخصص, وبه بنك معلومات إسلامي متميز – إلا على بضع دراسات؛ ولم يناقش أي منها البعد التربوي للقضية؛ ولهذا فإن مشكلة الاعتداء على المال العام مشكلة جديرة بالدراسة.
 
أهداف الدراسة
للدراسة مجموعة من الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما مفهوم التربية؟
2- ما مفهوم المال؟ 
3- ما مفهوم المال العام؟ 
4- ما موقف الإسلام من المال؟ 
5- ما مظاهر الاعتداء على المال، وما أسبابه؟ 
6- ما المفاهيم التي يجب أن تغرسها التربية للمحافظة على المال العام؟ 
7- ما القيم والاتجاهات التي يجب تنميتها للمحافظة على المال العام؟ 
8- ما الأساليب التي يمكن اتباعها للمحافظة على المال العام؟ 
 
منهجية الدراسة
المنهج البحثي الملائم لتحقيق أهداف الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي، ويقوم هذا المنهج على وصف الظاهرة, وتحليلها إلى عناصرها المكونة لها, ثم استخلاص النتائج، ويظهر هذا المنهج بوضوح عند استقصاء مفهوم المال في القرآن الكريم, فقد حُددت الآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها ذكر كلمة المال، ثم حُدد من يتعلق به المال في كل آية, كما رُصد موقف القرآن الكريم من المال إيجاباً أو سلباً أو حياداً، وهذا التحليل ساعد على استخلاص مفهوم واضح للمال مشتق من الآيات القرآنية الكريمة.
 
مفهوم التربية
التربية عملية متكاملة، هدفها تنشئة الفرد تنشئة تشمل النواحي النفسية, والعقلية, والاجتماعية, والجسمية, وغيرها، والله سبحانه وتعالى رب العالمين, وهو مربي البشرية. وكلمتا الرب والتربية مشتقان من مصدر واحد؛ فمفهوم الربوبية يتضمن التربية والعناية بالإنسان [ا, ج1, ص56]؛ وفي هذا دلالة واضحة على عظم أهمية التربية. كما أن إشارة القرآن الكريم إلى تلقي آدم عليه السلام كلمات من ربه تدل على أن التربية التي عاشت في ظلها البشرية أولاً كانت تربية مهتدية.
ولقد نشأت فيما بعد مجتمعات انحرفت عن طريق الهداية, وتبنت نظريات تربوية خاصة بها، ولا مجال لمناقشة النظريات المتعددة في هذه الدراسة, ويكفي أن يشار إلى أن كل مجتمع يدين بعقيدة معينة، له نظريته التربوية الخاصة به المنبثقة عن تلك العقيدة، ولا يستطيع أي مجتمع أن يتبني النظرية التربوية لمجتمع آخر دون أن يتخلى عن عقيدته، أو يجري تحويراً فيها؛ فالتربية لا تستعار ولا تستورد؛ بل هي ذات صلة وثيقة بعقيدة المجتمع ومبادئه التي يؤمن بها، وهذا لا ينفي وجود نقاط التقاء بين النظريات التربوية, كما انه لا يتعارض مع تبادل الخبرات بين المجتمعات في المجال التربوي، فالأمة الحية هي التي تستفيد من خبرات غيرها؛ سواء أكان ذلك في المجال الصناعي, أم التجاري, أم التربوي.
والتربية لها أركان, من أهمها: المتعلم, والمنهاج, والمعلم. والمنهاج يقوم على أسس, هي: الأساس العقدي, والأساس النفسي, والأساس الاجتماعي, والأساس المعرفي. وتختلف نظرة المربين إلى مفهوم عملية التعليم التي تعد جوهر العملية التربوية، ويمكن تلخيص أبرز الاتجاهات فيما يلي:
 
1- الاتجاه المعرفي: الذي يركز على الطريقة التي تقدَّم بها المعلومات؛ فنقل المعلومات إلى الطالب أهم ما يجب أن يركز عليه المعلِّمون، ونجد داخل هذا الاتجاه أكثر من مدرسة؛ فبعض المربين يرى أن حشو أذهان الطلاب بأكبر قدر ممكن من المعلومات هو ما ينبغي عمله؛ بينما يرى آخرون أن على المعلم تقديم المعلومات وترك الطالب يتفاعل معها, ويختار ما يراه مناسباً منها، إنهم يعطون مجالاً أكبر للتفكير القائم على الاستبصار.
 
2- الاتجاه السلوكي: يركز أنصار هذا الاتجاه على تعديل السلوك من خلال ضبط المثيرات والاستجابات، فالمثير يحدث استجابة معينة؛ فإذا كانت الاستجابة مرغوباً فيها عززت، وقدم لها التدعيم المناسب دون تأخير, وإذا كانت غير مرغوب فيها عوقبت أو أهملت. 
 
3- الاتجاه الاجتماعي: يرى بعض المربين أن التعليم في جوهره عملية اجتماعية؛ فهي تتم في وسط اجتماعي, وتهدف إلى إعداد الفرد كي يكون متوافقاً مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها؛ ولهذا لا يجوز أن تغفل التربية البعد الاجتماعي؛ وبخاصة الطريقة التي يتفاعل بها الطلاب مع بعضهم, ومع معلميهم. 
 
4- الاتجاه الفردي: يرى أنصار هذه الاتجاه أن مشاعر الطالب واتجاهاته  هي محور العملية التربوية, ولا يجوز أن يفرض عليه ما يتعارض مع اتجاهاته, أو ما لا يستطيع فهمه، ولهذا يركز المربون أصحاب الاتجاه الفردي على تفريد التعليم, ويعنون الفروق الفردية عناية كبيرة, ويطالبون أن يتقدم كل طالب في التعلم بالقدر الذي تسمح به قدراته [2, ص ص249 – 251]. 
 
إن النظرة المتأنية في الاتجاهات السابقة تقود إلى الاستنتاج بأن المعرفة, والسلوك, ورعاية مشاعر الفرد, والروح الاجتماعية لديه ليست اتجاهات متناقضة؛ بل هي مظاهر متعددة للعملية التربوية؛ فالمربي لا يحقق أهدافه إلا إذا كانت لديه معرفة يستخدمها لإحداث تغيير في أولئك الذين يشرف على تربيتهم، وهناك انسجام وتناغم بين الجانب الفردي والجانب الاجتماعي في النفس الإنسانية، وهذا يظهر بوضوح في قوله سبحانه وتعالى: {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [الأنفال:65]. فهذه الآية الكريمة تشير إلى عدد الكفار الذين يستطيع المؤمن مواجهتهم في ساحة القتال، فالمؤمن يستطيع أن يواجه عشرةً من الكفار؛ ولكن الخطاب جاء على صورة الجماعة؛ مما يدل على أن الفرد يستمد بعض خصائصه من الجماعة التي ينتمي إليها.
والسلوك هو المحصلة النهائية التي تهدف إليها التربية؛ فلا خير في معرفة لا تؤدي إلى عمل مفيد، ونجد في كثير من الآيات القرآنية ربطاً بين الإيمان والعمل الصالح، ومثال ذلك قوله سبحانه وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [سورة المؤمنون, الآيات 1-5]. فالعمل من مقتضيات الإيمان ولوازمه.
وهكذا يبدو واضحاً أن التربية عملية مقصودة, هدفها العناية بالإنسان الفرد, وبالمجتمع الذي يعيش فيه، وهي تسعى لإكساب الفرد سلوكاً مرغوباً فيه، والعلم الذي تقدمه التربية للمتعلمين علم نافع يؤدي لتعديل السلوك نحو الأحسن، ولكي يتضح مفهوم التربية؛ فإنه لابد من ذكر الحقائق التالية:
- ليست التربية مجموعة من المعارف والحقائق وحسب, وإن كانت هذه تدخل في العملية التربوية.
- ليست التربية مجرد نقل للمعلومات من الكتب أو أذهان المربين إلي الطلاب؛ وإن كانت تنطوي على اكتساب الطلاب معارف ومعلومات. 
- ليست التربية مجرد عملية تحفيظ لنصوص معينة؛ وإن كان حفظ بعض النصوص من الأهداف التي تسعى إليها التربية. 
- ليست التربية مجرد ضبط لسلوك الطلاب ضبطاً صارماً, فضبط السلوك لا يفرض على الطلاب فرضاً, كما أنه لابد من إدراك أن ضبط السلوك في الصف ليس هدفاً في حد ذاته؛ بل إجراء يقصد به توجيه الطلاب إلى القيم والمثل العليا. 
- ليست التربية اهتماماً بالجانب الفردي في الإنسان على حساب الجوانب الأخرى, وهي ليست كذلك ترجيحاً للجانب الاجتماعي على الجانب الفردي؛ فالتربية الصحيحة هي التي توازن بين جوانب النفس الإنسانية؛ ولا تضحي بأي منها لصالح الجوانب الأخرى.
 
مفهوم المال
المال لغةً: ما يمتلكه الإنسان من أشياء, وجمعها أموال. وقد أطلق المال في الأصل على ما يمتلكه المرء من الذهب والفضة, ثم توسع المفهوم، ودخل فيه امتلاك الحيوانات وغيرها من المخلوقات [3, ج11, ص635 – 636], والمال في الاصطلاح: كل ما له قيمة, ويمكن حيازته والانتفاع به. وفي اصطلاح الفقهاء لا يعد الشيء مالاً إلا إذا توفر فيه ثلاثة شروط، هي:
1- أن يكون له قيمة؛ ولهذا يلزم كل من أتلف عن قصد شيئاً ذا قيمة دفع ثمن ما أتلف.
2- أن يكون حيازة ذلك الشيء ممكنة؛ ولذلك فإنه لا يعد الهواء وضوء القمر من الأموال. 
3- أن يكون مما يُنتفع به؛ فكل ما لا ينتفع به, مثل لحم الميتة, أو الطعام الفاسد, لا يعد مالاً، أما الأنعام, وميتة السمك, وميتة الجراد, فإنها مال. ومن هنا يبدو بوضوح أن مفهوم المال مرتبط بالقيم التي يؤمن بها المجتمع؛ فالخنزير مال في المجتمعات غير الإسلامية التي تبيح أكله, وتستخدمه في أغراض متعددة منه، وهو خلاف ذلك في المجتمع الإسلامي الذي يعد أكله محرماً [4, ج4, ص40]. 
 
إن المال من الأسس المهمة التي تُبنى عليها الحضارات، والقرآن الكريم يشير إلى هذه الأهمية الكبيرة للمال في قوله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } [النساء: 5]. ولدى تفسير هذه الآية الكريمة ذكر أحد العلماء أن المال يساعد على تحقيق سعادة الإنسان, وبه يتقدم العلم, ويتحقق النصر على الأعداء [1, ج4, ص248]، فالإعداد للقاء الأعداء يحتاج إلى الأموال الكثيرة؛ وهذه الحقيقة تؤيدها من التاريخ الإسلامي وقائع معروفة؛ فقد تنافس الصحابة رضوان الله عليهم لتجهيز جيش العسرة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
 
والأمم المعاصرة التي تفتقر إلى المال تقع ضحية البنك الدولي والقروض الربوية؛ ولهذا نجد بعض دول العالم النامي عاجزة عن قيمة ربا القروض التي وقعت تحت وطأتها، وغير خافٍ أن المجتمعات الغربية استغلت حاجة بعض المجتمعات إلى الأموال؛ فربطت بين تقديم المساعدات ونشر معتقداتها, وأفكارها, وأهدافها السياسية، ولعل هذا هو الذي يفسر انتشار النصرانية في أوساط بعض المجتمعات في جنوبي شرقي آسيا.
ولابد من التأكيد هنا على أن الإقرار بأهمية المال لا يجوز أن يفهم منه القليل من أهمية الإيمان؛ سواء أكان ذلك في بناء الحضارة, أم في مجال التصدي للأعداء، وإذا كانت بعض الفلسفات التي اندثرت تعلل سير التاريخ الإنساني بالعوامل المادية؛ فإن الإنسان المسلم يرفض هذه النظرة الأحادية، إنه لا يغفل قيمة المال؛ ولكنه في الوقت نفسه لا يعده العامل الوحيد المفسر لقيام الأمم والحضارات؛ فالإيمان بالله سبحانه وتعالى يفجر من الطاقات ما تعجز عنه العوامل المادية كلها.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق